شركة Vingroup الفيتنامية ودول الخليج يعيدان معًا كتابة سيرة نموهما معًا من خلال مبادرات استدامة تقودها الدول لصياغة تحوُّل متوازي من كونهما إمبراطوريات قديمة إلى أن يصبحا محاور ابتكار في مجال الطاقة الخضراء.
هانوي، فيتنام – Media OutReach Newswire – 10 يونيو 2025 – شركة Vingroup ودول الخليج يشتركان معًا في تشابه مسيرة التطوير الاستراتيجي لأنهما أصحاب الإرث القديم الذي حقق نموًا على مدار عشرات السنين وأظهر قدراتهما. فبينما صنعت دول الخليج ثرواتها من الوقود الأحفوري، كانت مجموعة Vingroup تخلق لها مكانة محترمة من خلال العقارات والسياحة. فكلاهما يتحولان الآن نحو ما يخالف القطاعات العتيقة المتوارثة: تُركز مجموعة Vingroup على الاستدامة والإبداعات الرقمية بينما تسعى دول الخليج لتنويع مواردها لأشياء أخرى بخلاف المواد الهيدروكربونية.
المنطقة السكانية في متنزه Vinhomes Ocean Park 1 على المحيط، جزء من النظام البيئي لمجموعة Vingroup
أصبح التطوير الاستراتيجي هو الإجابة المنطقية بالنسبة لهما. التطوير ليس بهدف التطوير في حد ذاته وإنما تحولٌ محسوب قائم على أساس الابتكار والحفاظ على الذات فتجاربهما تقدِّم لنا دروسًا مهمة حول كيف يمكن تهيئة محطات الطاقة العتيقة لتحوُّل عمراني.
محرك نمو جديد بخلاف النفط
برهنت دولتا الإمارات وقطر على كيفية إمكان قيادة التحوُّل من خلال الاستراتيجيات الوطنية. فمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة للقضاء على الانبعاثات الكربونية (Net Zero) بحلول عام 2050 تربط بين سياسات الطاقة وبين قرارات الاستثمار والعلاقات الخارجية. ورؤية قطر الوطنية 2030 تُدمج الإدارة البيئية في التخطيط الاقتصادي.
فهذه المبادرات لا تقتصر على كونها مبادرات طموحة وحسب وإنما تترجم وثائقها إلى استثمارات عينية. على سبيل المثال التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة بدفع أكثر من 54 مليار دولار للبنية التحتية للطاقة النظيفة بينما ضاعفت قطر قدرات محطات الطاقة الشمسية لديها إلى 1.675 جيجاوات بحلول عام 2025[1]. لتحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل ملحوظ.
صناديق الثروة السيادية لها دورٌ محوري. فشركة شركة مبادلة للاستثمار (Mubadala) وجهاز قطر للاستثمار (QIA) يوجهان رؤوس أموال نحو الطاقة النظيفة كغطاء تنويعي ومع الاستثمارات الخضراء على أنها حركات لمحافظ مالية استراتيجية تحد من المخاطر طويلة الأجل وتتشبث في نفس الوقت بفرص الاستثمار.
تطوير جنوب شرق آسيا
عندما نتجه بأبصارنا إلى جنوب شرق آسيا نجد أن قصة Vingroup تعكس العديد من نفس مظاهر التطوير التي نراها في الخليج.
فالشركة التي كانت في الأصل قاطرة التطوير العقاري صاحبة الخبرات المتراكمة تغيرت وتنوعت لتقتحم مجالات أخرى مثل إنتاج السيارات الكهربية والتكنولوجيا الذكية والتصنيع الأخضر – الصناعة الصديقة للبيئة. أنتجت شركة VinFast الذراع المسؤول عن تصنيع السيارات أكثر من سبعة وتسعين ألف سيارة كهربية عام 2024 وتستهدف توفير مائتي ألف سيارة في 2025.
وفي إطار سعي فيتنام لأن تصبح دولة ذات دخل مرتفع في حقبة نهضتها الجديدة، تؤدي شركة Vingroup دورها كبطل قومي يشيد أولى العلامات التجارية للدولة في مجال السيارات الكهربية ويخلق فرص عمل ويبني قدرات تكنولوجية في آن واحد. يستخدم مجمع التصنيع في الشركة في هاي فونغ ممارسات ومعايير خضراء – صديقة للبيئة لخدمة الأسواق الداخلية وأسواق التصدير معًا.
يعكس النظام الأعم تفكيرًا منهجيًا شاملًا. توفر شركة VinBus وسائل مواصلات عامة كهربية في المدن الكبرى. فقد أظهرت المنازل الذكية في Vinhomes للإعمار مدى كفاءة الطاقة. يعظم الذكاء الاصطناعي (AI) وإنترنت الأشياء (IoT) من الاستفادة من الموارد في كافة خطوط الإنتاج. فكل مبادرة من المبادرات تدعم الأخريات
عندما تتعاون الرؤى الخضراء
الطموحات المشتركة تعزز التعاون. تواجه كلا المنطقتين أزمة مناخية ويسعيان لتحقيق المرونة الاقتصادية وينشدان الترابط الدولي. نقاط القوة التي يكمل بعضها بعضًا تجعل الشراكة أمرًا منطقيًا.
على سبيل المثال فقد شيدت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل شركة مصدر الإماراتية (Masdar) أكبر محطة طاقة شمسية عائمة في إندونيسيا[2]. فقد افتتحت Vingroup الذراع المسئول عن إنتاج السيارات الكهربية في شركة VinFast معارض إقليمية ووقَّعت العديد من مذكرات التفاهم مع شركات مرموقة. فقد وقعت فيتنام والإمارات أولى اتفاقياتهم التجارية التي تركز على التبادل التكنولوجي.
ترتقي هذه الروابط بنقاط قوة مميزة: فدول الخليج تأتي برؤوس الأموال والخبرة في مجال الطاقة والخبرات العملية، بينما توفر دول جنوب شرق آسيا إمكانيات التصنيع والتسويق والابتكار.
فقد أثبتت دول الخليج ومجموعة Vingroup في تعاونهما معًا أن اللاعبين القدامى يمكن أن يوحدا الرؤية ويدمجا رؤوس الأموال من أجل تحقيق تغير شامل. فعندما تقود السياسية الاستدامة تتحول إلى مسار تنموي. ويحوِّل التطوير الاستراتيجي التحديات إلى فرص.
[1] https://theelectricityhub.com/qatar-doubles-solar-power-in-strategic-energy-push